أعرب المدرب المؤقت لبرشلونة جوردي رورا الذي يشرف حالياً على متصدر الدوري الإسباني في ظل غياب تيتو فيلانوفا لتلقي العلاج بعد استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية، عن ثقته بقدرة النادي الكاتالوني على بلوغ الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا وذلك رغم خسارته في ذهاب الدور الثاني أمام مضيفه ميلان الإيطالي صفر-2 مساء الأربعاء.
"إنّها نتيجة سيئة لكننا مقتنعون بأننا سنتمكن من بلوغ الدور التالي في برشلونة"، هذا ما قاله رورا بعد المباراة المخيبة التي قدمها فريقه أمام ميلان حيث عجز عن فك الشيفرة الدفاعية للفريق الإيطالي وعن فرض أسلوب لعبه السلس.
وأضاف رورا: "ميلان خاض المباراة بطريقته. لعبوا بالكثير من اللاعبين في الدفاع، كانوا منظمين وتمتعوا بالأسلوب الصحيح. افتقدنا إلى السلاسة والعمق".
وأصبح برشلونة مهدداً بالغياب عن الدور ربع النهائي للمرّة الأولى في المواسم الستة الأخيرة بعد أن نجح ميلان في تطبيق واقعية الكرة الإيطالية بأفضل طريقة ممكنة وبالأقدام الغانية لأن هدفي اللقاء سجلهما كيفن برينس بواتنغ (58) وسولي مونتاري (81).
ويبدو أن مسير برشلونة سينتهي عند هذا الدور لأنه بحاجة إلى الفوز بفارق 3 أهداف خلال لقاء الذهاب المقرر في 12 الشهر الجاري على ملعبه "كامب نو" إذا ما أراد مواصلة مسعاه لاستعادة اللقب بعد أن تنازل عنه الموسم الماضي لمصلحة تشلسي الإنكليزي والانضمام إلى مواطن الأخير ليفربول في المركز الثالث من حيث الفرق الأكثر فوزاً باللقب (5 مرات).
لكن رورا رفض الاستسلام للنتيجة وأكد أن لاعبيه سيحققون النتيجة المرجوة في لقاء الإياب، مضيفاً: "سنلعب على أرضنا، المشجعون سيساندوننا وأرضية الملعب ستكون في وضع ممتاز"، وذلك في إشارة منه إلى تذمر فريقه من سوء أرضية ملعب "سان سيرو" ما أثر سلباً على أسلوب لعبهم الذي يعتمد بالشكل الأساسي على التمريرات القصيرة.
وواصل رورا: "لم تكن أفضل مبارياتنا، لكن واستناداً إلى الطريقة التي جرت بها المباراة، أعتقد بأن النتيجة كانت قاسية بعض الشيء. في الشوط الأول سيطرنا على معظم المجريات لكنهم حصلوا بعدها على فرصتين وسجلوا منهما. الأول جاء بعد أن استفادوا من كرة مرتدة من الدفاع والثاني من هجمة مرتدة".
وأكد رورا أنه لم يتفاجأ بالمقاربة التي اعتمدها ميلان في اللقاء، مضيفاً: "من الصعب دائماً أن تلعب في هذا الملعب. ميلان لعبوا مباراتهم. كان لديهم الكثير من اللاعبين في الدفاع...الهدف الأول تسبب بأذيتنا، فقدنا تركيزنا وربما كنا متلهفين أكثر من المطلوب".
وانتقد رورا أرضية الملعب قائلاً: "أرضية الملعب كانت كحقل لزراعة البطاطا. كان (الملعب) غير ملائم لمباراة من هذا النوع".
أما قائد النادي الكاتالوني وقلب دفاعه كارليس بويول، فقال بدوره: "النتيجة كانت الأمر الأسوأ في هذه المباراة لأن أياً من الفريقين لم يخلق فعلاً الكثير من الفرص الحقيقية. الآن هو وقت التعويض أمام جمهورنا. كان (لاعبو ميلان) أكثر اندفاعاً منا، يجب أن نحسن وضعنا في لقاء الإياب. يجب أن نضع الثقة في هذا الفريق، لا يمكننا الاستسلام. سنلعب على أرضنا وأمام جمهورنا. لن نستسلم".
وفي الجهة المقابلة، اعترف قائد ميلان ولاعب وسطه ماسيمو أمبروزيني بأن الطريقة التي حقق بها فريقه الفوز على النادي الكاتالوني "لم تكن جميلة، لكنهم يجبرونك على اللقب بهذا الأسلوب. لعبنا بأسلوب معيّن، لكن ضد برشلونة يجب أن تلعب بهذه الطريقة. قد لا تكون جميلة أو ممتعة للذين يشاهدونها، لكنهم يجبرونك على اللعب بهذه الطريقة والتاريخ يظهر بأن برشلونة لم يخرج من هذه المسابقة سوى أمام فرق واجهتهم بطريقة معينة".
واعتقد الجميع أن الطريق ستكون ممهدة أمام برشلونة الذي خاض الموسم الماضي غمار دور الأربعة للمرّة الخامسة على التوالي وعادل الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين 1956 و1960 قبل أن يخرج على يد تشلسي، من أجل تأكيد تفوقه التام على "روسونيري" في الأدوار الإقصائية المكونة من مباراتي ذهاب وإياب، إذ سبق له أن تأهل على حساب الفريق الإيطالي، بطل المسابقة 7 مرات، في المواجهات الأربع السابقة بينهما موسم 1959-1960 (5-1 و2-صفر في الدور الأول) و2005-2006 (1- صفر وصفر- صفر في نصف النهائي) إضافة إلى ربع نهائي الموسم الماضي الذي تواجه فيه الفريقان أربع مرات بعد أن أوقعتهما القرعة في المجموعة ذاتها (تعادلاً 2-2 ذهاباً في برشلونة وفاز الفريق الإسباني إياباً في ميلانو 3-2).
لكن الفريق الإيطالي نجح مساء الأربعاء في توجيه ضربة قاسية للنادي الكاتالوني الذي سيطر على اللقاء ميدانياً لكنه عجز عن فك شيفرة الدفاع الإيطالي ولم يهدد مرمى الحارس كريستيان أبياتي الذي أمضى أمسية هادئة نسبياً بفضل السد الدفاعي والمضايقات التي اعتمدها زملاؤه ضد لاعبي النادي الكاتالوني وحتى الذين لم تكن في حوزتهم الكرة.